تشميت النبي لغلام حمد الله ، وعدم تشميته له ، وهو لم يحمد الله. ثم يتنامى به الأمر ، ويتعاظم حتى يرتكب تلك الجريمة النكراء ، بأسلوب رخيص ولئيم ، أقل ما يقال فيه : إنه مجلبة للعار الدائم ، والذل المقيم .. والمخالف حتى لأعراف الجاهلية ، فضلا عن مناقضته لكل القيم والمثل والمبادئ الإنسانية.
فإن كان ما فعله أبو براء عن سياسة ودهاء فنعم السياسة تلك ، وحبذا هذا الدهاء ، وإن كان عن عقل وحكمة فالمجد والخلود لهذا العقل ، وتلكم الحكمة ، وإن كان عن قناعة وجدانية ونفحة إيمانية كانت قد بدأت تذكو في نفسه ، فما علينا إلا أن نقبل بالرواية القائلة : إنه قد أسلم قبل أن يموت. ونحن نود أن تكون هذه هي عاقبته ، وإن كنا لا نملك الدليل القاطع على ذلك.
المنطق القبلي مرفوض في الإسلام :
وبعد .. فقد رأينا النبي الأكرم «صلىاللهعليهوآله» ليس فقط لا يؤيد ما فعله عمرو بن أمية الضمري ، من قتل الرجلين ، وإنما يعبر عن إدانته واستيائه من هذا الأمر.
ثم هو يتعهد بأن يدي الرجلين ، ويفعل ذلك.
وإذا أردنا أن لا نقبل بكون الرجلين كانا قد أسلما حقيقة بقرينة : أنهم يقولون : إنه «صلىاللهعليهوآله» أعطى دية حرين مسلمين.
فإننا لا بد أن نستفيد من موقف النبي «صلىاللهعليهوآله» هذا حتى ولو كانا كافرين إدانة صريحة للمنطق الجاهلي القبلي الذي يبيح للإنسان أن