النفر ، وهو الذي بادر إلى إظهار الرغبة بإرسالهم إلى تلك المنطقة ، وحينما عبر النبي «صلىاللهعليهوآله» عن مخاوفه من أهل نجد ، نجد أبا براء قد قبل أن يجيرهم ، ثم يذهب بنفسه ، ويخبر أهل نجد بأنه قد أجار أصحاب محمد «صلىاللهعليهوآله».
ولعل من نتائج موقف النبي «صلىاللهعليهوآله» هذا ، ثم مبادرة حسان بن ثابت لتحريض ربيعة بن أبي براء على عامر ، أن سأل ربيعة النبي «صلىاللهعليهوآله» أو غيره : إن كانت ضربة أو طعنة لعامر تغسل عن أبيه هذه الغدرة ، فقال «صلىاللهعليهوآله» : نعم.
فطعنه ربيعة في حياة أبيه ، فقتله ، «كما في معالم التنزيل» أو فأشواه ، كما في المصادر الأخرى.
شرف التواضع .. وذل الغطرسة :
وتحدثنا الروايات المتقدمة : أن عامر بن الطفيل لم يستطع أن يميز النبي «صلىاللهعليهوآله» من بين أصحابه حيث كان جالسا بينهم كأحدهم حتى يسأل عنه هذا وذاك فيخبرونه.
نعم ، وهذه هي أخلاق الإسلام وتعاليمه ، وهذه هي تربيته للإنسان ، فهو يربي في الإنسان إنسانيته أولا ، ويفهمه أن الحكم ليس امتيازا وإنما هو مسؤولية وواجب في إطار قاعدة : لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى.
فالإسلام يربي في الإنسان روح الرفض والإدانة لكل الامتيازات الظالمة ، التي يجعلها المتزعمون ، وأصحاب الثروات والوجاهات لأنفسهم ، لا لشيء إلا لأنهم أبناء فلان ، أو لأنهم يملكون القوة ، أو المال ، أو ما أشبه