منفصلة عن فضاء بني خطمة ببني أمية بن زيد.
خلاصة أخيرة :
وأخيرا : فإن المتحصل مما تقدم هو : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد نصب قبته في أقصى بني خطمة ، وكانت نبال المحاصرين تناله ، فانتقل إلى السفح ، وهناك صلى بأصحابه.
وأن بني النضير كانوا أقرب إلى بني خطمة من بني قريظة ..
وكان بنو قريظة قبلي المدينة شرقي مسجد قباء. أما بنو النضير فكانوا شرقي المدينة إلى جهة الشام وشتان ما بينهما .. وكل ذلك يؤيد أن يكون الشعر هو المحرف ، والرواية هي الصحيحة ..
مناقشة مع الواقدي :
ويبقى أن نشير هنا : إلى أن ما ذكره الواقدي ، ودحلان ، من أن المسلمين قد جعلوا القبة أولا عند مسجد بني خطمة ، فلما رماها (عزوك) ـ كما في الواقدي وغيره ـ اليهودي بالسهم ، حولت إلى مسجد الفضيخ :
إن هذا لا يصح ، وذلك :
أولا : لأن مسجد الفضيخ يقع شرقي مسجد قباء ، على شفير الوادي ، على نشز من الأرض (١).
وقد عرفنا : أن منازل بني النضير بعيدة عن هذا الموضع جدا ، كما أن فضاء بني خطمة كان بعيدا أيضا.
__________________
(١) وفاء الوفاء ج ٣ ص ٨٢١ ومرآة الحرمين ج ١ ص ٤١٨.