قال : لقيته بالجسر داخلا (١).
خامسا : ومما يدل على ذلك أيضا : أن وادي مهزور يأتي من شرقي الحرة ، ومن هكر ، وحرة صفة ، حتى يأتي على حلاة بني قريظة.
ثم يسلك منه شعيب ؛ فيأخذ على بني أمية بن زيد بين البيوت في واد يقال له مذينب ، ثم يلتقي وسيل بني قريظة بفضاء بني خطمة ، ثم يجتمع الواديان : مهزور ، ومذينب ، فيفترقان بالأموال (٢) ، ويدخلان في صدقات رسول الله كلها إلا مشربة أم إبراهيم ، ثم يفضي إلى الصورين على قصر مروان بن الحكم (٣).
ونص آخر يقول : إن دار بني أمية بن زيد شرقي دار الحارث بن الخزرج ، أي أنهم كانوا قرب النواعم ، ويمر سيل مذينب بين بيوتهم ثم يسقي الأموال.
ويشهد لذلك : أن ابن إسحاق ذكر في مقتل كعب بن الأشرف ـ وكان من بني النضير ـ أن محمد بن مسلمة ومن معه بعد أن قتلوه سلكوا حسب قول ابن مسلمة على بني أمية بن زيد ، ثم على بني قريظة ثم على بعاث إلى آخره (٤).
فقد اتضح من هذا النص : أن فضاء بني خطمة متصل بالأموال والصدقات (التي هي في زهرة ، ومن أموال بني النضير) وأن قريظة
__________________
(١) المغازي للواقدي ج ١ ص ٣٦٦.
(٢) هي أموال مخيريق التي أوصى بها إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ويعبرون عنها بالصدقات لما سيأتي في فصل : كي لا يكون دولة بين الأغنياء.
(٣) راجع وفاء الوفاء ج ٣ ص ١٠٧٧.
(٤) راجع : وفاء الوفاء ج ٣ ص ٨٧٤ وج ٤ ص ١١٥٠.