الخيانة والفداء :
قد علمنا فيما سبق : أنه قد كان فيما بين بني النضير ، وبين المسلمين عهد وعقد .. وقد نقض بنو النضير عهدهم هذا ، وخانوا وغدروا ، فكان من الطبيعي أن يهب المسلمون للدفاع عن أنفسهم ، وأن يقاتلوا عدوهم ، وأن يلقى هذا العدو جزاء غدره وخيانته ..
وحين رأى بنو النضير : أن الأمور تسير في غير صالحهم ، وأنهم قد أخطأوا في حساباتهم خطأ فاحشا ، وأن لا أحد يستطيع أن يمنع المسلمين من إنزال العقاب العادل بهم ، فإنهم قد رضوا بأن يقدموا أموالهم وأرضهم لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» في مقابل الإبقاء عليهم ، وعدم قتلهم جزاء غدرهم وخيانتهم وصالحوا النبي الأعظم «صلىاللهعليهوآله» على ذلك ؛ فكانت جميع أموالهم وأراضيهم خالصة له «صلىاللهعليهوآله» يتصرف فيها كما يشاء.
أموال بني النضير في النصوص والآثار :
قال السهيلي : «ولم يختلفوا : أن سورة الحشر نزلت في بني النضير ، ولا اختلفوا في أموالهم ؛ لأن المسلمين لم يوجفوا عليها بخيل ولا ركاب ، وإنما قذف الرعب في قلوبهم ، وجلوا عن منازلهم إلى خيبر ، ولم يكن ذلك عن