إلا أن يقال : إن كون مسجد الفضيخ في قباء موضع شك ، ولا يصح ، وإنما هو في بني خطمة ، وسيأتي ما يدل على هذا حين الكلام عن تحريم الخمر.
ثانيا : إن النصوص تصرح : بأنه «صلىاللهعليهوآله» قد ضرب قبته في أقصى بني خطمة ، على مرمى سهم من بني النضير ..
ويبعد أن يختط بنو خطمة مسجدهم في أقصى ديارهم ، إلى جانب بني النضير.
قطع النخل ، أو حرقه :
وتذكر الروايات : أن النبي الأكرم «صلىاللهعليهوآله» قد أمر المسلمين بقطع نخل بني النضير ، والتحريق فيه ، وكان ذلك في موضع يقال له : البويرة ؛ فناداه اليهود : أن يا محمد قد كنت تنهى عن الفساد ، وتعيب من صنعه ، فما بال قطع النخل وتحريقها ، فأنزل الله : (ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ) (١).
__________________
(١) الآية ٥ من سورة الحشر.
وأمر الرسول «صلىاللهعليهوآله» بحرق وقطع النخيل موجود في المصادر التالية : جامع البيان ج ٢٨ ص ٢٣ وأسباب النزول للواحدي ص ٢٣٧ و ٢٣٨ ومسند الحميدي ج ٢ ص ٣٠١ ومسند أبي عوانة ج ٤ ص ٩٧ والطبقات الكبرى ج ٢ ص ٥٨ وفتوح البلدان قسم ١ ص ١٩ و ٢٠ والجامع الصحيح ج ٤ ص ١٢٢ وج ٥ ص ٤٠٨ ومسند أحمد ج ٢ ص ٨ و ٥٢ و ٨٠ و ٨٦ و ١٢٣ و ١٤٠ ومسند الطيالسي ص ٢٥١ والمبسوط للسرخسي ج ١٠ ص ٣١ و ٣٢ وسنن الدارمي