عن أبي عبد الله «عليهالسلام» ، قال :
«نزل رسول الله «صلىاللهعليهوآله» في غزوة ذات الرقاع تحت شجرة ، على شفير واد ، فأقبل سيل ، فحال بينه وبين أصحابه ، فرآه رجل من المشركين ، والمسلمون قيام على شفير الوادي ينتظرون متى ينقطع السيل ، فقال رجل من المشركين لقومه : أنا أقتل محمدا.
فجاء وشد على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بالسيف ، ثم قال : من ينجيك مني يا محمد؟.
فقال : ربي وربك ، فنسفه جبرئيل «عليهالسلام» عن فرسه فسقط على ظهره ، فقام رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وأخذ السيف وجلس على صدره وقال : من ينجيك مني يا غورث؟!
فقال : جودك وكرمك يا محمد. فتركه ، فقام ، وهو يقول : والله ، لأنت خير مني وأكرم» (١).
كيف نفهم هذه القصة؟!
وبعد .. فإنه إذا كان لهذه القصة أصل ، وقبلنا منها ما يتوافق مع الضوابط العامة ، ومع النظرة الواقعية لشخصية رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، ومع الظروف التي كانت قائمة آنذاك ،
وبعد أن تصبح عناصر القصة في حدود المعقول والمقبول ، فإننا إذا أردنا أن نستفيد منها في مجال التقييم والتقويم ، فإن ما يمكن أن نقوله هو :
__________________
(١) الكافي ج ٨ ص ١٢٧ والبحار ج ٢٠ ص ١٧٩ عنه ، وإعلام الورى ص ٨٩.