ثباتهم ، ويذكي مخاوفهم ، بصورة كبيرة وخطيرة
٢ ـ إنه إذا كان يوجد فيما بين المسلمين من ينظر إلى اليهود نظرة إجلال وإكبار ، ويكن لهم في نفسه قدرا من الثقة والاحترام ؛ فإن معنى ذلك هو أن نشاطات المنافقين ـ وعلى رأسهم عبد الله بن أبي ـ في التخذيل عن حربهم ، والصد عن مواجهتهم ، لسوف تجد مجالا واسعا ، ولسوف تترك آثارها السلبية على تماسك الصف الإسلامي في مواجهتهم ..
ولعل وجود أبناء للمسلمين في بني النضير لسوف يجعل اتخاذ موقف حازم ضدهم على درجة من الصعوبة بالنسبة لكثير من الآباء ، ومن يتصل بهم بسبب ، أو بآخر.
ولأجل ذلك ، فإن توفر جو حماسي جماهيري لسوف يضعف حالة التردد لدى هؤلاء وأولئك ، وينقلهم من أجواء الانسياقات العاطفية ، والاندهاش والانبهار بالانتفاخات غير الواقعية ، التي تؤثر في نشوء حالة من التقديس غير المنطقي ـ ينقلهم ـ إلى أجواء الشعور بالقوة ، ثم التغلب على عوامل الضعف النفسي من خلال مساعدة العامل الداخلي ، بعامل خارجي يعطيه القدرة على الصمود والتصدي ، كما ويعطيه المناعة والمصونية من التأثر بعامل العاطفة منفصلا عن الإحساس بالمسؤولية ، أو التأثر بعامل التوهمات ، والتقديسات ، التي لا ترتكز على الدليل المقنع ، ولا تقوم على التأمل القاطع لكل الشبهات ، ولكل التساؤلات المنطقية التي يثيرها العقل الفطري السليم والراشد.
وهكذا ، فإن هذا العامل المساعد للإحساس الواقعي بالمسؤولية ، والقادر على المواجهة الحازمة ، القائمة على الدراية والعقل ، لسوف يضعف