النبي «صلىاللهعليهوآله» بشيء من الصدقات ، لأنه لا يعطي أحدا ما لا يستحقه.
فإذا كان قد ردّ كتاب الصدقة إلى النبي «صلىاللهعليهوآله» ، فالمتوقع : أن يسأله النبي «صلىاللهعليهوآله» عن سبب ذلك ، ثم يوضح له : أنه قد أخطأ في فهم ما يرمي إليه «صلىاللهعليهوآله» ، وليس فيما بأيدينا ما يشير إلى سؤال أو جواب للتصحيح أو التوضيح ..
٩ ـ أما ما زعمه زياد : من أن أصحاب النبي «صلىاللهعليهوآله» بدأوا في مسيرهم مع رسول الله «صلىاللهعليهوآله» يستأخرون وينقطعون عنه ، حتى لم يبق معه أحد غير زياد ، وحتى استغرق لحوقهم به وقتا طويلا قد يصل إلى نحو عشر دقائق على أقل تقدير ، فهو غير مقبول ، بل ولا معقول أيضا ، إذ لا يمكن أن نصدق أن يبقي المسلمون نبيهم في ذلك الليل البهيم يسير وحده في صحراء قاحلة لا يجد فيها قطرة من ماء ، وليس فيها حسيس ولا أنيس. مع ما نعلمه من حرصهم على الكون بقربه ، والسير في ركابه التماسا للبركة منه ..
١٠ ـ يضاف إلى ذلك : أن تلك الروايات تضمنت : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد سار بأصحابه الليل بكامله ، من العشاء حتى الفجر .. وهذا أيضا أمر مستغرب .. لا سيما ، مع عجز الروايات عن الإفصاح لنا عن وجهة سيره «صلىاللهعليهوآله» ، وأنها كانت إلى أي قوم!! وفي أية جهة!! فإن غزوات النبي «صلىاللهعليهوآله» معروفة ، ومسيره إليها ليس بالأمر المجهول ، فقد وصفه الرواة لنا ، وسجله المؤرخون ، وحفاظ السيرة ..
١١ ـ إن الرواية تفيد : أن الأذان قد حصل قبل طلوع الفجر ، وانه