من أهل هذه المعاني ، ولا من الذين يقدرون على مثلها.
٢ ـ إن روايته قد تضمنت بعض الأكاذيب ، كقوله : إن إسلامه كان عند النجاشي في الحبشة ، حين ذهب في طلب جعفر وأصحابه ، أي قبل الهجرة بحوالي ثماني سنوات ..
وهذا كذب واضح ، فإنه أسلم سنة ثمان بعد الهجرة كما تقدم ؛ بل إنه هو نفسه قد ذكر ما يناقضه قبله مباشرة ، حيث قال : إنه إنما تبع النبي «صلىاللهعليهوآله» قبل يسير ، أي في السنة الثامنة بعد الهجرة مباشرة .. فإن كان قد أسلم منذئذ ، فلما ذا تأخر اتباعه للنبي «صلىاللهعليهوآله» إلى هذا الوقت؟!
وهل يمكن أن يعتقد بنبوة النبي «صلىاللهعليهوآله» ويكون مسلما ، ثم يحاربه كل هذه السنين؟!
٣ ـ إن ما زعمه من إسلام قوم النجاشي غير ظاهر ، فإنهم قد حاربوه ، وجرى له معهم أمور يطول ذكرها.
٤ ـ وأما حديثه عن هر قل والنجاشي ، وأن هر قل لم يطالب النجاشي بالمال الذي كان قد فرضه عليه ، فهو لو كان صحيحا لشاع وذاع ، ولبلغ ملك عمان ، ولم يخف عليه أمر بهذه الأهمية ..
٥ ـ كما أنه لو صح قوله : إنه لو لا أنه يضن بملكه لكان قد أسلم ، لا ينسجم مع حربه لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» في مؤتة وفي غيرها بتلك الشراسة والحدة ..
٦ ـ والأهم من ذلك : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد أخبر بما سيجيب به ابنا الجلندى أيضا ، ولكنّ مؤرخيهم تجاهلوا ذلك ، ولكن ابن شهرآشوب ذكره لنا ، فقال :