وكان رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قد أمر بمنبر ، فوضع في المسجد ينشد عليه حسان ، وقال : «إنّ الله ليؤيد حسان» (بروح القدس ما دافع عن نبيه).
وخلا الوفد بعضهم إلى بعض ، فقال قائلهم (وهو الأقرع بن حابس) : تعلمنّ والله أن هذا الرجل مؤيد مصنوع له. والله ، لخطيبه أخطب من خطيبنا ، ولشاعرهم أشعر من شاعرنا ، ولهم أحلم منا.
وأنزل الله على نبيه «صلىاللهعليهوآله» في رفع أصوات التميميين. ويذكر أنهم نادوا النبي «صلىاللهعليهوآله» من وراء الحجرات ، فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِ) إلى قوله : (أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) (١) ، فردّ رسول الله «صلىاللهعليهوآله» الأسرى والسبي.
(فلما فرغ القوم أسلموا ، جوّزهم رسول الله «صلىاللهعليهوآله» [أي أعطاهم الجوائز] ، فأحسن جوائزهم).
وقام عمرو بن الأهتم يومئذ ، فهجا قيس بن عاصم ، وكانا جميعا في الوفد.
وكان رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قد أمر لهم بجوائز ، وكان يجيز الوفد إذ قدموا عليه ، ويفضّل بينهم من العطية على قدر ما يرى ، فلمّا أجازهم رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قال : «هل بقي منكم من لم نجزه».
فقالوا : غلام في الرحل ، فقال رسول الله «صلىاللهعليهوآله» : «أرسلوه نجزه».
__________________
(١) الآيات ٢ ـ ٤ من سورة الحجرات.