قالت : فأشار إليّ رجل من خلفه : أن قومي فكلميه.
قالت : فقلت : يا رسول الله ، هلك الوالد ، وغاب الوافد ، فامنن عليّ ، منّ الله عليك.
قال : قد فعلت ، فلا تعجلي ، حتى تجدي ثقة يبلغك بلادك ، ثم آذنيني.
فسألت عن الرجل الذي أشار إليّ ، فقيل : علي بن أبي طالب.
وقدم ركب من بلى ، فأتيت رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فقلت : قدم رهط من قومي.
قالت : وكساني رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وحملني ، وأعطاني نفقة ، فخرجت حتى قدمت على أخي ، فقال : ما ترين في هذا الرجل؟!
فقلت : أرى أن نلحق به (١).
وفي نص آخر ، قالت : يا محمد ، أرأيت أن تخلي عنا ولا تشمت بنا أحياء العرب؟! فإني ابنة سيد قومي ، وإن أبي كان يحمي الذمار ، ويفك العاني ، ويشبع الجائع ، ويكسو العاري ، ويقري الضعيف ، ويطعم الطعام ، ويفشي السلام ، ولم يرد طالب حاجة قط. أنا ابنة حاتم طيء.
فقال لها النبي «صلىاللهعليهوآله» : يا جارية ، هذه صفة المؤمنين حقا ، ولو كان أبوك مسلما لترحمنا عليه ، خلوا عنها ، فإن أباها كان يحب مكارم
__________________
(١) الإصابة ج ٤ ص ٣٢٩ و (ط دار الكتب العلمية) ج ٨ ص ١٨٠ عن ابن إسحاق ، وابن الأثير ، وأبي نعيم ، والطبراني ، والخرائطي في مكارم الأخلاق ، وراجع : السيرة الحلبية ج ٣ ص ٢٠٥ وراجع : شرح المواهب اللدنية للزرقاني ج ٤ ص ٤٩ و ٥٠ وأسد الغابة ج ٥ ص ٤٧٥.