ويلقيانه على قارعة الطريق ، ويسلبانه أي أثر أو دور.
وأما الحمق فيهما ، فلأنهما لا يخضعان لأي ضابطة أو ميزان عقلي. بل هما خارجان عن حدود المقبول والمعقول. فمسحة العقل تكون ضعيفة أو تكاد تكون معدومة فيهما ، لأنهما إنما يعتمدان على إبعاد العقل عن الساحة ، والتوجه نحو الغرائز ، والأهواء لمخاطبتها واستثارتها.
٢ ـ وقد اعتبر أن أول صوت أحمق فاجر هو صوت نغمات اللهو واللعب ، حيث يتم إقصاء العقل ، ويكون زمام الإنسان بيد هواه ، وغرائزه ، لأن العقل لا يرضى باللهو ولا باللعب ، كما ان المزامير الشيطانية لا تخاطب العقل ، لعدم وجود لغة مشتركة بينهما. بل هي تشطنه ، وتقيده ، وتمنعه من الحركة ومن التأثير ..
وقد تقدم : أن الإسلام لا يريد أن تدخل أمثال هذه الأمور إلى حياة الناس ، فإن ذلك من شأنه أن يفسدها ، وأن يجعلها خاضعة لأمزجة الأشخاص ، وأهوائهم ، وميولهم الفردية ، وانفعالاتهم.
يضاف إلى ذلك : أن للحياة واقعيتها ، وثباتها ، فلا يمكن بناؤها على اللهو واللعب ، والعبث. ولا رسم حدودها وفق ردود فعل الأمزجة ، والأهواء. ولا تحريكها بغير معايير العقل وضوابطه ، ومن دون الاعتماد على هدايته ودلالته ..
وهكذا الحال في حالات الحزن حين يرتكز إلى التصرف غير المتوازن ، والذي تفرضه الإنفعالات غير المسؤولة ، والتي تنتهي بتصرفات غير مبررة ، ولا ينتج عنها إلا الأذى والخسران ، لأنها مجرد حركات هستيرية ، تكون ضابطتها عدم الإلتزام بضابطة ، وقاعدتها إسقاط كل قاعدة.