وربّه وربّ العالمين.
والربّ يطلق علىٰ : المالك ، والمدبّر ، والسيّد ، والمربّي ، والمتم ، والمنعم ، والصاحب ، وهو غير مضاف لا يطلق إلّا علىٰ الله تعالىٰ.
( أَسْأَلُهُ كَشفَ ضُرّي ، وَالنَّظَرَ فِي اَمْريْ )
والجملة مُستفهم عنها.
وفي المجمع قال : « قال الشيخ أبو علي رحمهالله : الضُرّ ـ بالضم ـ : هو الضرر في النفس ، من مرض وهُزال ووجع غيره ، وبالفتح : الضرر من كلّ شيء » (١).
أقول : إن كان مراد السائل هو الضُرّ ـ بالضم ـ كما هو المشهور في الألسنة والمسطور في النسخ ، فيقول : مالي أحد أسأله ارتفاع ضرّ نفسي من الآلام والأمراض والهموم والغموم غيرك ، كما هو المراد في قوله تعالىٰ حكاية عن أيوب النبي عليهالسلام : ( إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) (٢).
وإن قرئ ـ بالفتح ـ فمراده أسأله كشف جميع مضرّاتي ، سواء كانت نفسانية أو جسمانية أو غيرهما.
والأمر في قوله : ( والنظر في أمري ) أعمّ من الاُمور الدينية والدنيوية.
( إلهي وَمَولايَ أَجْرَيْتَ عَليَّ حُكماً اتبعتُ فيهِ هَوىٰ نَفسي )
المراد بالحكم هنا : الحكم الشرعي ، أي التكليف ، وهو ـ كما قيل ـ : طلب الشارع الفعل أو تركه ، مع استحقاق الذم بمخالفته وبدونه أو تسويته.
وعند الأشاعرة : هو خطاب الله المتعلّق بأفعال المكلّفين.
_____________________________
(١) « مجمع البحرين » ج ٣ ، ص ٣٧٢. |
(٢) « الأنبياء » الآية : ٨٣. |