محمد صلىاللهعليهوآله ، وإلىٰ ذلك المقام أشار جبرائيل بقوله : ( لو دنوت أنملة لاحترقت ) (١) ، كما قيل :
أحمد ار بُگشايد آن پرُ جليل |
|
تا أبد مدهوش ماند جبرئيل |
وخصّ استعمال « الملكوت » بعالم الباطن من عالم المثال الأعلىٰ والأسفل ، أي عالم النفوس مطلقاً وعالم الصور الصرفة ، وباصطلاح حكماء الإشراق (٢) : عالم المُثل المعلقة.
وخصّ استعمال « الناسوت » بعالم الطبائع ، أي عالم الجسم والجسماني ، وبعبارة اُخرىٰ : عالم الزمان والزمانيات.
كما أنّ « الملكوت » يطلق علىٰ عالم الدهور أيضاً ، كما قال تعالىٰ : ( وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ) (٣).
فليعلم أنَّ أول ما صدر من الحقّ الحقيقي هو العقل الأول ، والممكن الأشرف الأجلّ ، كما قال صلىاللهعليهوآله : ( أول ما خلق الله تعالىٰ العقل ) (٤) ، وبرواية اُخرىٰ : ( أول ما خلق الله نوري ) (٥) ، و ( روحي ) (٦). وهو المسمّىٰ في الكتاب الإلٰهي والفرقان السماوي بـ ( أُمُّ الْكِتَابِ ) ، كقوله تعالىٰ : ( وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) (٧) ، وبالقلم كقوله : ( ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ) (٨).
فهو لاشتماله علىٰ جميع الحقائق ، لكونه بسيط الحقيقة ، جامعاً لكمالات ما
_____________________________
(١) انظر : « بحار الأنوار » ج ١٨ ، ح ٣٨٢.
(٢) « حكمة الإشراق » ضمن « مجموعة مصنفات شيخ الإشراق » ج ١ ، ص ٢٣٠.
(٣) « الأنعام » الآية : ٧٥. |
(٤) « بحار الأنوار » ج ١ ، ص ٩٧ ، ج ٥٤ ، ص ٣٠٩. |
(٥) « بحار الأنوار » ج ١ ، ص ٩٧ ، ج ٥٤ ، ص ١٧٠. |
(٦) « بحار الأنوار » ج ٥٤ ، ص ٣٠٩. |
(٧) « الرعد » الآية : ٣٩. |
(٨) « القلم » الآية : ١. |