( اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ ﭐلذّنُوبَ الّتي تَهْتِكُ ﭐلعِصَمَ )
الغفران والمغفرة : الستر ، ومنه قولهم : جاؤوا الجمّ الغفير ، أي الجمع الستير ، يعني : لكثرتهم كأنهم ستروا وجه الأرض من جوانبه. وهو تعالىٰ غفور وغفّار ، أي ستّار للجرائم والخطيئات الشرعية ، والنقائص الإمكانيّة ، بذيل رحمته الرحمانية ورحمته الرحيمية.
و ( الذنوب ) جمع ( الذنب ) ، وهو الإثم والجريمة.
والذنب والخطيئة كما قال صدر المتألّهين قدسسره ، نقلاً عن كلمات الفقهاء ـ رضوان الله عليهم ـ : « تنقسم إلىٰ ما هو ذنب وخطيئة بالنسبة إلىٰ أصل الشرع ، كشرب الخمر والميسر ، وغيرهما من الماهيات الشرعية ، وإلىٰ ما يصير ذنباً بالنية والعزم ، كالتزيين للزنا ، والأكل للتقوي علىٰ المعصية ، وإلىٰ ذنب الجوارح وذنب القلوب ، وكل منهما إلىٰ الصغيرة والكبيرة » (١).
ثمّ قال : « واختلفت آراء الأكابر في الكبائر علىٰ أقوال شتىٰ ، وليس للقلب اطمئنان علىٰ أدلّتهم ، ولعل في اختفائها حكمة ، وهي الاجتناب عن جميع المعاصي ، مخافة من الوقوع فيها.
فقال قوم : هي كلّ ذنب توعّد الله تعالىٰ عليه في الكتاب المجيد بالعذاب والوعيد (٤).
_____________________________
(١) « شرح الأسماء » ص ١١٦ ، بتفاوت.
(٢) « كتاب الكبائر » ص ٨ ؛ « الجامع لأحكام القرآن » ج ٥ ، ص ١٥٩.