مثل قوله تعالىٰ : ( وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ ) (١).
وقد لا يفرق بأنَّ الخضوع ـ أيضاً ـ استعمل في القول والصوت ، كقوله تعالىٰ : ( فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ ) (٢).
فقوله : ( وخضع لها كلّ شيء ، وذلّ لها كلّ شيء ) مثل قوله تعالىٰ : ( وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ) (٣) أي ذلّت وخضعت الوجودات له تعالىٰ ؛ لأنّه مالك رقابها ، وآخذ بناصيتها ، وقيّومها ومقوّمها ، وبفيضه تعالىٰ قوام الأشياء ، وبسببه حياتها.
گر فيض تو يک لمحه بعالم نرس |
|
معلوم ثمود بود ونبود همه کس |
( وذلّ ) من الذُل ـ بالضم ـ ضدّ العز ، أي هان لها كلّ شيء. ويحتمل أن يكون من الذِّل ـ بالكسر ـ ضدّ الصعوبة ، أي انقاد لها كلّ شيء.
( وَبِجَبَروتِكَ التي غَلَبْتَ بِها كُلَّ شَيء )
جبروت : فَعَلُوت ، من الجبر ، وهو تعالىٰ جبار ؛ لأنّه يجبر نقائص الممكنات بإفاضة الخيرات عليها ، ويكسو العناصر صور المركبات ، فيخبر نقصانها. وخصّ استعمالها بعالم العقول ، طولية كانت أو عرضية ، صعودية كانت أو نزولية.
كما أنّه خصّ استعمال « اللاهوت » بعالم الأسماء والصفات ، أي عالم الواحدية ، وهو المسمّىٰ في لسان الشرع الأنور بـ ( الأُفق الأعلىٰ ) و ( الأفق المبين ) ، وهو مقام : ( قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ ) (٤). وهو منتهىٰ سير السالكين العارفين ، وكان مقام نبيّنا
_____________________________
(١) « طه » الآية : ١٠٨. |
(٢) « الأحزاب » الآية : ٣٢. |
(٣) « طه » الآية : ١١١. |
(٤) « النجم » الآية : ٩. |