والنساء ، والقوىٰ والآلات والأدوات ، والصحة والفراغة ، والمأكولات والمشروبات ، والأنعام من الأغنام والإبل والخيول والبغال والحمير والبقرات ، وغيرها ممّا أنعم الله به علىٰ عباده ، ( وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّـهِ لَا تُحْصُوهَا ) (١).
قال تعالىٰ : ( ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّـهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ) (٢).
في المجمع قال : « قال بعض الأعلام : يكتب في اللوح أشياء مشروطة وأشياء مطلقة ، فما كان علىٰ الإطلاق فهو حتم لا يغيّر ولا يبدّل ، وما كان مشروطاً ـ نحو أن يكون مثبتاً في اللوح أنّ فلاناً إن وصل رحمه مثلاً يعيش ثلاثين سنة ، وإن قطع رحمه فثلاث سنين ـ فإنما يكون ذلك يحسب حصول الشرط ، وقد قال الله تعالىٰ : ( يَمْحُو اللَّـهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) (٣) » (٤) انتهىٰ.
و ( الذنوب التي تغيّر النعم ) ـ كما جاءت بها الرواية ـ : ترك شكر المنعم ، والافتراء علىٰ الله والرسول ، وقطع صلة الرحم ، وتأخير الصلاة عن أوقاتها حتّىٰ انقضت أوقاتها ، والدياثة ، وترك إغاثة الملهوفين المستغيثين ، وترك إعانة المظلومين.
وبالجملة ، قد قرّر الشارع لكلّ نعمة أنعم الله بها علىٰ عباده شكراً وطاعة ، كما قال تعالىٰ : ( لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) (٥).
ومعلوم أنّ تركه يصير سبباً لأخذه المنعم تلك النعمة عن المنعَم عليه.
وعن الصادق عليهالسلام ، قال : « نحن والله نعمة الله التي أنعم بها علىٰ عباده ، وبنا فاز من فاز » (٦).
_____________________________
(١) « إبراهيم » الآية : ٣٤. |
(٢) « الأنفال » الآية : ٥٣. |
(٣) « الرعد » الآية : ٣٩. |
(٤) « مجمع البحرين » ج ٣ ، ص ٤٣١ ، مادة « غير ». |
(٥) « إبراهيم » الآية : ٧. |
(٦) « بحار الأنوار » ج ٩ ، ص ١١٢ ، ٢١٨. |