( وَعَلَىٰ ضَمِائَر حَوَتْ مِنَ العِلْمِ بِكَ حَتّىٰ صارَتْ خاشِعةً )
( ضمائر ) : جمع « ضمير ».
( حوت ) : أي جمعت من الحجج والبراهين علىٰ توحيدك وتوحيد صفاتك وتوحيد أفعالك وآثارك ، حتّىٰ حصل لها الخشوع والخشية منك ، كما قال تعالىٰ : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) (١).
جميع هذه الجمل والفقرات وكذا الفقرتان الآتيتان معطوفة علىٰ « الوجوه ».
( وَعَلَىٰ جَوارِحَ سَعَـتْ إلىٰ أوْطانِ تَعَبُّدِكَ طَائِعةً )
الجوارح : جمع « جارحة » ، وهي الأعضاء من الرأس والظهر والبطن واليدين والرجلين وغيرها.
( سعت ) : أي جهدت وأسرعت.
الأوطان ـ جمع « الوطن » ـ : وهو محلّ التوقّف والإقامة مطلقاً ، سواء كان مولد الشخص فيه أم لا ، والمراد بها هنا : المساجد والمشاهد الشريفة والمعابد ، وكلّ مكان اُقيم فيه طاعته تعالىٰ وعبادته.
التعبّد : هو فعل العبادة وقضاؤها.
اعلم أنّه كما قال المحقّق الطوسي والحكيم القدّوسي قدسسره ، في الأخلاق الناصرية ، ناقلاً عن أقوال الحكماء : « عبادة الله تعالىٰ علىٰ ثلاثة أنواع.
الأول : ما يجب علىٰ الأبدان ، كالصلاة والقيام ، والسعي في المواقف الشريفة لمناجاته جلّ ذكره.
الثاني : ما يجب علىٰ النفوس ، كالاعتقادات الصحيحة ، من العلم بتوحيد الله وما
_____________________________
(١) « فاطر » الآية : ٢٨.