يستحقه من الثناء والتمجيد ، والفكر فيما أفاضه الله سبحانه علىٰ العالم من وجوده وحكمته ، ثم الاتساع في هذه المعارف.
الثالث : ما يجب عند مشاركات الناس في المدن ، وهي في المعاملات والمزارعات والمناكح ، وتأدية الأمانات ، ونصح البعض للبعض بضروب المقارنات ، وجهاد الأعداء والذبّ عن الحريم وحماية الحوزة » انتهىٰ.
وحقّ العبادة وحقيقها ـ كما في الحديث ـ ثلاثة أشياء :
الأول : أن لا يرىٰ العبد لنفسه فيما أنعمه الله تعالىٰ ملكاً ؛ إذ العباد لا ينبغي أن يكون لهم الملك ، بل يرون المال مال الله ، يصرفونه حيث أمرهم الله تعالىٰ.
الثاني : أن لا يدبّر العبد لنفسه تدبيراً.
الثالث : أن يكون جملة اشتغاله فيما أمره الله تعالىٰ ونهاه.
فإذا لم يرَ العبد لنفسه فيما أعطاه الله ملكاً هان عليه الإنفاق ، وإذا فوّض العبد تدبير نفسه إلىٰ مدبّره هانت عليه مصائب الدنيا ، وإذا اشتغل العبد فيما أمره الله ونهاه لا يتفرّغ منهما إلىٰ المراء والمباهاة مع الناس.
فإذا اتّصف العبد بهذه الثلاثة هانت عليه الدنيا وما فيها ، ولا يطلب الدنيا تفاخراً وتكاثراً ، ولا يطلب ما عند الناس عزّاً وعلوّاً ، ولا يدع أيامه باطلة. فهذا أول درجة المتّقين.
ويمكن أن يراد بالتعبّد : دوام فعل العبادة ، كما سمّي من يداوم في العبادة بالمتعبّد.
( وَأشارَتْ بِاسْتِغْفارِكَ مُذْعِنةً )
أي أشارت الجوارح ، فينبغي
أن نعمم الجوارح حتىٰ تشتمل جميع الأعضاء ، من اللسان والجنان والأصابع والعيون والجفون ، وغيرها ممّا ذكر أو لم يذكر ؛ إذا حيث يذكر الذاكرُ المذكورَ الحقيقي جميع المشاعر والقوىٰ والآلات والأدوات
ملتفتاً