ومقابل هذا الرجاء : اليأس والقنوط والحرمان. والمؤمن ينبغي أن يكون خوفه ورجاؤه متساويين ، بحيث لو وزن خوفه ورجاؤه لاعتدلا ، كما في الحديث : ( خف الله خوفاً ترىٰ أنّك لو أتيته بحسنات أهل الأرض لم يقبلها منك ، وارجُ الله رجاءً ترىٰ أنك لو أتيته بسيئات أهل الأرض غفرها لك ).
والذنوب التي تقطع الرجاء ـ كما جاءت بها الرواية ـ : اليأس من رَوح الله ، والقنوط من رحمة الله ، والثقة بغير الله ، والتكذيب بوعده (١).
وفي دعاء أبي حمزة الثمالي ، قال : ( إلهي لو قرنتني بالأصفاد ، ومنعتني سيبك من بين الأشهاد ، ودللتَ علىٰ فضائحي عيون العباد ، وأمرت بي إلىٰ النار ، وحُلتَ بيني وبين الأبرار ، ما قطعتُ منك رجائي ، ولا صرفت وجه تأميلي للعفو [ عني ] (٤) عنك ، ولا خرج حبك عن قلبي ، أنا لا أنسىٰ أياديك عندي ، وسترك عليّ في دار الدنيا ) (٣).
( اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي كُلَّ ذَنْبٍ أَذنَبْتُهُ وَكُلَّ خَطيْئَةٍ أَخْطَأتُها )
وفي المصباح : « الخطيئة ـ علىٰ وزن « فعيلة » ، ولك أن تشدّد الياء ـ الاسم من الخطأ ـ بالكسر ـ : الإثم ، والجمع : الخطايا » انتهىٰ.
وهي والذنب بمعنًى واحد ، وقد يفرّق بينهما بأنّ الآثام ما لم يتمكن صاحبها فيها تسمّىٰ ذنوباً ، وإذا تمكن فيها وصارت ملكة له فحينئذٍ تسمّىٰ خطيئة ، كأنه يخطو فيها ويعتملها.
وقول السائل : ( أخطأتها ) أي فاتني الصواب في عملها ، يقال : فلان أخطأ في
_____________________________
(١) « معاني الأخبار » ص ٢٧١ ، ح ٢. |
(٢) من المصدر. |
(٣) « المصباح » للكفعمي ، ص ٧٩٠.