ظهورها بواسطة مظاهره تعالىٰ ، من الأنبياء والأولياء ، وهو أيضاً ظاهر غاية الظهور. وقوله تعالىٰ : ( وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ ) (١) ، أي ما أمرنا إلّا كلمة واحدة ، وهي كلمة « كن » التي هي وجود جميع الموجودات ، كما مرّ غير مرة.
وأمر الله الذي قال في القرآن ( أَتَىٰ أَمْرُ اللَّـهِ ) (٢) القيامة ، وقال الله تعالىٰ : ( وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ ) (٣) أي ما أمر حشر الجميع إلّا في طرفة عين ، وفيه إظهار القدرة التامّة الكاملة ، ردعاً ومنعاً للجاهلين.
( وَغَلَبَ قَهْرُكَ )
القهر : الغلبة ، وقهره تعالىٰ : تسخير الكلّ ومسخّرية الجميع تحت سطوع نوره تعالىٰ ( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ) (٤). وفي الدعاء : ( الحمد لله الذي علا فقهر ) (٥) أي علا علىٰ جميع الموجودات ، فقهر الكلّ بعلوّه تعالىٰ عليها.
( وَجَرَت قُدْرَتُكَ )
القدرة عند المتكلمين (٦) : صحّة صدور الفعل والترك. وعند الحكماء هذا التعريف مخصوص بقدرة الحيوان ، إذ الصحة إمكان ، والإمكان ذاتياً كان أو وقوعياً لا يليق بجناب الواجب الوجود بالذات الذي هو واجب الوجود من جميع الجهات ، بل هم قالوا في تعريف القدرة : كون الفاعل بحيث إن شاء فعل ، وإن لم يشأ لم يفعل ، ولكنّه تعالىٰ شاء وفعل ، وصدق الشرطية ـ كما قرّر في حلها ـ لا ينافي وجوب المقدّم ولا امتناعه ، فإنّها تتألف من صادقين ومن كاذبين ، ومن صادق وكاذب.
_____________________________
(١) « القمر » الآية : ٥٠. |
(٢) « نحل » الآية : ١. |
(٣) « النحل » الآية : ٧٧. |
(٤) « الأنعام » الآية : ١٨. |
(٥) « بحار الأنوار » ج ٧٣ ، ص ١٩٢ ، ١٩٦. |
(٦) انظر « الباب الحادي عشر » ص ٩٩. |