لا نعلمها إجمالاً ولا تفصيلاً ، وإذا جاز عدم المناسبة ولا ضرورة داعية إلىٰ التسمية ، فيجب الامتناع من جميع ما لم يرد به نصّ شرعيّ من الأسماء.
وهذا معنىٰ قول العلماء ؛ « إن أسماء الله تعالىٰ توقيفيّة » ، يعني : موقوفة علىٰ النصّ والإذن في الإطلاق.
إذا تقرر هذا ، فاعلم أنّ أسماءه تعالىٰ إما أن تدلّ علىٰ الذات فقط من غير اعتبار أمر ، أو مع اعتبار أمر ، ذلك الأمر إمّا إضافة ذهنية فقط ، أو سلب فقط ، أو إضافة وسلب. فالأقسام أربعة :
فالأول : ما يدل علىٰ الذات فقط ، وهو لفظ : « الله » ، فإنّه اسم للذات الموصوفة بجميع الكمالات الربانيّة ، المتفردة بالوجود الحقيقي ، فإن كل موجود سواه غير مستحق للوجود بذاته ، بل إنّما استفاده من الغير. ويقرب من هذا الاسم لفظ « الحقّ » ، إذا اُريد به الذات من حيث هي واجبة الوجود ، فإنّ الحقّ يراد به : دائم الثبوت ، والواجب ثابت دائماً غير قابل للعدم والفناء ، فهو حقّ ، بل هو أحقّ من كلّ حقّ.
الثاني : ما يدلّ علىٰ الذات مع إضافة كـ « القادر » ، فإنّه بالإضافة إلىٰ مقدور تعلقت به القدرة بالتأثير. و « العالم » فإنه أيضاً اسم للذات ، باعتبار انكشاف الأشياء لها ، و « الخالق » فإنه اسم للذات باعتبار تقدير الأشياء ، و « البارئ » فإنّه اسم للذات باعتبار اختراعها وإيجادها ، و « المصوّر » باعتبار أنّه مرتب صور المخترعات أحسن ترتيب ، و « الكريم » فإنّه اسم للذات باعتبار إعطاء السؤالات ، والعفو عن السيئات.
و « العليّ » اسم
للذات باعتبار أنه فوق سائر الذوات ، و « العظيم » فإنّه اسم للذات