آدمى ازين هنر بيچاره گشت |
|
خلق درياها وخلق کوه ودشت |
( وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِيْ أَضاءَ لَهُ كُلَّ شَيءٍ )
أي بضياء فيضك المقدّس الذي استضاء به جميع الأشياء ، واستنار به كلّ الموجودات.
قد فرّق بين النور والضياء بأنَّ الضياء : ما كان من ذات الشيء كالشمس ، والنور : ما كان مكتسباً من غيره كما في القمر ؛ ولذا قال تعالىٰ : ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا ) (١).
وفيما نحن فيه قد علمت مراراً أنَّ وجهه تعالىٰ كالمعنىٰ الحرفي ، داخل في صقع الذات ، ليس له استقلال في نفسه ، بل إضافة وإن كان بذاته ، ولكن لا يكون لذاته ، بل لعلّته التي هي ذات الله تعالىٰ ، ولهذا قال السائل : ( بنور وجهك ) ولم يقل : بضياء وجهك ، وإن أطلق عليه لفظ ( الضياء ) و ( الإضاءة ) ـ كما قلنا في شرحه ـ فباعتبار أنّه عين الوجود كسائر الصفات ، لا مكتسبة.
ولكن قوام الضياء والنور في الوجه لمّا كان بذاته الله العليا ؛ لأنّه مقوّم الوجود وقيّومه ، فكأنّه مكتسب ضوؤه من ذاته تعالىٰ ، والتفاوت بين نوري الوجه والذات بالشدّة والضعف ، كما قال عليهالسلام ( توحيده تعالىٰ تمييزه عن خلقه ، وحكم التمييز بينونة صفة لا بينونة عزلة ) (٢) ، أي بينونة في صفة الشدّة والضعف.
وفي الحديث : ( إنّ لله تعالىٰ سبعين ألف حجاب من نور وسبعين ألف حجاب من ظلمة ، لو كشفها لأحرقت سبحاتُ وجهه كلّ ما انتهىٰ إليه بصره ) (٣).
_____________________________
(١) « يونس » الآية : ٥. |
(٢) « بحار الأنوار » ج ٤ ، ص ٢٥٣ ، ح ٧. |
(٣) « بحار الأنوار » ج ٥٥ ، ص ٤٥ ؛ ج ٧٣ ، ص ٣١.