( أخْفَيْتُهُ أوْ أظْهَرْتُهُ )
أي بعدما عملت المعصية أخفيتها في نفسي ، أو أظهرت عند عبادك فعلها ، فلذلك سهل عليهم فعل المعاصي ، وتجرأوا فيها ، فصدر عنهم المعصية أيضاً.
( وَكُلَّ سَيِّئَةٍ أمَرْتَ بِإثباتِها الكِرامَ الكاتِبِينَ )
الضمير راجع إلىٰ السيّئة.
الكرام : جمع كريم ، و ( الكرام الكاتبين ) هم الملائكة الذين كتبوا ما صدر عن الناس في الألواح العالية من صحائف الدهور الأربعة ، وهم من جنود إسرافيل الذي هو أحد حوامل العرش ، فيصورون الأفعال الحسنة علىٰ الصور المناسبة لها ، ويضاعفون لها في التصويرات ، ويصوّرون الأفعال السيئة علىٰ الصور المناسبة لها ، ويقلّلون في التصويرات ؛ ولهذا سُمّوا ( الكرام الكاتبين ).
ثمّ إنّ الناس اختلفوا في ماهية الملائكة وحقيقتها ، وذكر صدر المتألهين الشيرازي قدسسره ، في مفاتيح الغيب وجهَ ضبطٍ لأقوالهم ، فلنذكره تبصرة للناظرين في هذا الشرح ، فقال : « اعلم أنّ الناس اختلفوا في ماهية الملائكة وحقيقتها ، وطريق الضبط أن يقال : إنّ الملائكة لابد وأن يكون لها ذوات قائمة بأنفسها في الجملة ، ثم إنّ تلك الذوات إما أن تكون متحيزة أو لا تكون.
أما الأول ففيه أقوال :
أحدها : أنها أجسام لطيفة هوائية ، تقدر علىٰ التشكل بأشكال مختلفة ، مسكنها السماوات. وهو قول الظاهريين.
وثانيها : قول طوائف
من عبدة الأصنام : أنّ الملائكة في الحقيقة هي هذه الكواكب الموصوفة بالإنحاس والإسعاد ، فإنها عندهم أحياء ناطقة ، وأنّ السعدات