الروح النباتي روحاً حيوانياً ، فانبعاثه من القلب كما قال عليهالسلام ، وينبعث من طريق الشرايين إلىٰ جميع الأعضاء.
فالقلب منبع حياة جميع الأعضاء ، وكما قال الحكماء : منزلته في الإنسان الصغير منزلة الشمس في الإنسان الكبير.
ثمّ يستقل منه قسط إلىٰ الكبد ، ويصعد منه قسط صالح طريق بعض الشرايين إلىٰ الدماغ ، ونضّج فيه مرة اُخرىٰ فاعتدل وصار روحاً نفسانية ، محطّاً ومطية للقوىٰ المدركة الظاهرة والباطنة ، والقوىٰ والمحرّكة.
وهذا هو الدور الحيواني ، وإلىٰ هنا التصويرات في الأرحام.
وإذا خرج المولود من بطن اُمّه إلىٰ رحم الأرض كان في الدرجة الحيوانية إلىٰ أوان البلوغ الصوري الظاهري ، ثم يأخذ في الدورة الإنسانية مستعملاً للفكر والروية ، فإما يسلك مسلك التوحيد ، وإمّا يذهب مذاهب اُخر إلىٰ ما شاء الله.
فجميع هذه مراتب النفس الإنسانية ، ولها درجات ومقامات اُخر من مراتب العقل بالقوّة ، والعقل بالملكة ، والعقل بالفعل ، والعقل المستفاد ، والفناء في العقل الفعّال الذي هو قدرة الله الملك المتعال ، كما قيل :
ونور الانسان وإن شاب الدجىٰ |
|
فالهيكل الجامع للتوحيد جا |
طبع لدىٰ الحدوث جسماني |
|
وفي البقاء هو روحاني |
ومجمع الصفات تشبيهيهْ |
|
ومظهر النعوت تنزيهيّهْ |
كما بأوج الملكوت طائرُ |
|
فبحضيض الملك أيضاً سائرُ |
كما هو الفعّال للتعقّل |
|
يدرك بالإحساس والتخيّل |
والبدن المقبور من مراتبه |
|
فليحترم فليس من مثالبه |
من ذا قرابين وزور شرعا |
|
في الحكم عظمه الرميم تبعا |