الظن يأتي لمعانٍ أربعة كما في المجمع (١).
منها معنيان متضادان :
أحدهما : الشكّ.
والآخر : اليقين الذي لا شكّ فيه.
فمن موارد اليقين قوله تعالىٰ : ( وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعْجِزَ اللَّـهَ فِي الْأَرْضِ ) (٢) ومعناه : علمنا وأيقنا.
ومنها معنيان ليسا بمتضادين :
أحدهما : الكذب.
والآخر : التهمة.
والذي أريد هنا هو المعنىٰ المصطلح ، وهو الطرف الراجح من طرفي الاعتقاد ، أي الذي بمعنىٰ الحسبان ، كما هو المراد في الحديث القدسي : ( أنا عند حسن ظنّ عبدي المؤمن ) (٣).
وفي الأخبار : ( أحسن ظنك ببارئك ) (٤).
وقيل : فليحسن العبد ظنّه بربّه.
وقوله : ( ولا اُخبرنا ) أي ولا هكذا اُخبرنا ، مجهول المتكلّم من الماضي من الإخبار ، يريد أنَّ الذي أخبرنا بفضلك عنك عن نبيك بعكس ذلك ، وهو قوله تعالىٰ : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ) (٥).
_____________________________
(١) « مجمع البحرين » ج ٦ ، ص ٢٧٩. |
(٢) « الجن » الآية : ١٢. |
(٣) « بحار الأنوار » ج ٦٧ ، ص ٣٦٦ ، ٣٨٥ ، ٣٩٠.
(٤) « بحار الأنوار » ج ١١ ، ص ٢٦٣ ، وفيه : « بربك » بدل : « ببارئك ».
(٥) « الزمر » الآية : ٥٣.