( يَسِيرٌ بَقاؤهُ )
سريع الزوال.
البقاء : خلاف الفناء ، كما أنَّ القليل واليسير خلاف الجزيل والكثير.
( قَصِيرٌ مُدَّتُهُ )
وزمانه القصير ، ضدّ الطويل.
( فَكَيْفَ احْتِمالي لِبَلاءِ الآخِرَةِ وَجَلِيلِ وُقُوعِ المكارِهِ فِيها )
يريد أنَّ الإنسان الضعيف النحيف الذي لا يطبق احتمال العذاب والعقوبات السريعة الزوال في الدنيا ، كيف يحتمل العقاب والعذاب الدائم المخلّد في الآخرة ، كما قلت في كتابك الكريم : ( وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ ) (١).
( وَهُوَ بَلاءٌ تَطُولُ مُدَّتُهُ ، وَيَدومُ مَقامُهُ ، وَلا يُخَفَّفُ عَنْ أَهْلِهِ )
أي أهل البلاء ، وهو لا يخّفف عن أهله ، لأنه كما قال تعالىٰ : ( كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا ) (٢).
واعلم أنّ دار الآخرة هي دار بروز صور الملكات والأخلاق ، وأهل المحشر يحشرون علىٰ أصناف شتىٰ وأقسام مختلفة :
فبعضهم يحشرون علىٰ صور البهائم ، اُولئك الذين كانوا في الدنيا واقفين عن تحصيل المعارف الحقّة والكمالات الدينية بالرياضات الشرعية ، وبذلوا جهدهم
_____________________________
(١) « السجدة » الآية : ٢١. |
(٢) « النساء » الآية : ٥٦. |