( تَقَدَّسَتْ أسْماؤُكَ )
تنزّهت عن شائبة النقص والعيب.
( أقْسَمْتَ )
في كتابك الحميد ، حيث قلت مخاطباً لنبيّك : ( فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا ) (١) أي علىٰ ركبهم وأطراف أصابعهم ، لا يستطيعون القيام علىٰ أرجلهم في حول جهنّم.
( أنْ تَمْلأها مِنَ الكافِرِينَ مِنَ الجِنَّةِ والناسِ أجمَعِينَ )
الكفر ثلاثة أقسام : كفر الجحود ، وكفر النفاق ، وكفر التهوّد. وفي جميعها بمعنىٰ الستر والإنكار.
ولكن الأول عبارة عن إنكار ضروري من ضروريات الدين ، أو إنكار جميعها ، فمَن أنكر واحدها أو أنكر الجميع فهو كافر شرعاً بالكفر الجحودي ، وليس لدمه وماله وعرضه حرمة ما دام باقياً عليه.
والثاني عبارة عن الإنكار في القلب والإقرار باللسان ، خوفاً وطمعاً ، كالمنافقين الذين أخبر عنهم قوله تعالىٰ : ( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ * اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً ) (٢).
والثالث عبارة عن الإنكار في ظاهر والإقرار في الباطن ، كاليهود الذين علموا وأيقنوا أنَّ موسىٰ عليهالسلام رسول الله ونبيّه ، ولكن أنكروه بأقوالهم ، وطلبوا منه المعجزات ، ومع إتيانه بها لهم أصرّوا أيضاً في الإنكار القولي ، حتىٰ سألوا منه رؤيته
_____________________________
(١) « مريم » الآية : ٦٨. |
(٢) « المنافقون » الآية : ١ ـ ٢. |