بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيِمِ
الحمد لله الفرد العلي الذي أشرقت بسبحات وجهه نجوم سماوات الأرواح ، وتلألأ بلمعات ظلال إشراقاته تخوم أراضي الأشباح ، الأحد الصمد الذي لما عنده من الكمالات قد ندب إليه المفتاقون (١) في الغدو والرواح ، بل استصرخ لديه المذنبون والمشتاقون في كلّ مساء وصباح ، المدعوّ المرجوّ الذي كلّ من دعاه صادقاً كئيباً محرور الكبد فقد كشف عنه السوء وأعطاه سؤله حتّىٰ اطمأن من الاضطراب واستراح.
والصلاة علىٰ مثل نوره الذي هو مشكاة فيها مصباح ، الذي اقتبس كلّ مستنير من أنواره السنيّة سراجاً لنادي قلبه ، حتىٰ يميز به الخبيث من الطيب والمحظور من المباح ، وعلىٰ آله القدّيسين الذين هم هداة الخلائق إلىٰ سبيل الفلاح والنجاح ، والمبرّؤون المنزّهون عن النقيصة والساكنون في الضراح ، والكلمات التامّات والأسماء الحسنىٰ الذين هم ضنائن الله الفتّاح المرتاح.
وبعد ، فيقول الفقير الحقير المحتاج إلىٰ رحمة ربّه البارئ ، عبد الأعلىٰ بن محمد
_____________________________
(١) المفتاق : المحتاج.