القاضي السبزواري ـ غفر الله لهما ـ : لمّا رأيت الدعاء المنسوب إلىٰ كميل بن زياد ـ الذي علّمه الإمام الهمام القمقام ، الوصي الحاكم بالنص الجلي أعني : مركز دائرة المطالب ، سيد المشارق والمغارب ، أسد الله الغالب ، علي بن أبي طالب عليهالسلام ـ دعاءً أسانيده عالية ، تراكيبه شامخة ، اندرج في مضامينه مطالب رفيعة ، وإشارات منيعة ، جارياً علىٰ ألسنة أهل الذكر أكثر الأوقات ، ولا سيّما ليالي الجمعات ، وقد كنت دهراً طويلاً دعوت به في منتصف ليالي الجمعة ، ناوياً في قراءته إنجاح بعض مآربي ، مستعفياً لجرائمي ، مستغفراً لمآثمي ، إلىٰ أن سنح لي أن أشرحه شرحاً يمتاز عن العبارات إشاراتها ، تسهيلاً للوصول إلىٰ معانيها الغامضة ومقاصدها القاصية. وحيث ما كان لي عمل صالح أستظهر به عند الله والرسول ، فأرجو الله أن يكون هذا لي ممّا يمتسك به المذنبون ، ويعتصم به الخاطئون ، يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.
وكنت في دولة عليّة ، قد رقد الناس فيها في مهاد الأمن والأمان ، وقعدوا عن الإجراء في البغي والاعتساف والطغيان ، ومن غاية الفراغ والارتياح تشتهي الضُئين أن ترتع مع الفهود والذؤبان ؛ من مهابة صاحبها السلطان ابن السلطان وخاقان ابن خاقان ، ناصر الملّة والدولة والدين ، قهرمان الماء والطين ، ناصر الدين ، شاه قاجار ، خلّد الله ملكه وسلطانه ، وأبّد عيشه ، وأيد جيشه ، ونصر أعوانه.
فها أنا خائض في المقصود ، بعون الله الملك المعبود ، فقال السائل :