باعتبار تجاوزها حدّ الإدراكات الحسّية والعقليّة ، و « الأول » باعتبار سبقه علىٰ الموجودات ، و « الآخر » باعتبار صيرورة الموجودات إليه ، و « الظاهر » هو اسم للذات باعتبار دلالة العقل علىٰ وجودها دلالة بيّنة واضحة ، و « الباطن » فإنّه اسم بالإضافة إلىٰ عدم إدراك الحسّ والوهم ، إلىٰ غير ذلك من الأسماء.
الثالث : ما يدلّ علىٰ الذات باعتبار سلب الغير عنه ، كـ « الواحد » باعتبار سلب النظير والشريك ، و « الفرد » باعتبار سلب القسمة والبعضيّة ، و « الغني » باعتبار سلب الحاجة ، و « القديم » باعتبار سلب العدم ، و « السّلام » باعتبار سلب العيوب والنقائص ، و « القدّوس » باعتبار سلب ما يخطر بالبال عنه ، إلىٰ غير ذلك.
الرابع : باعتبار الإضافة والسلب معاً ، كـ « الحيّ » ، فإنّه المُدرك الفعّال الذي لا تلحقه الآفات ، و « الواسع » باعتبار سعة علمه وعدم فوت شيء منه ، و « العزيز » وهو الذي لا نظير له وهو مما يصعب إدراكه والوصول إليه ، و « الرحيم » وهو اسم للذات باعتبار شمول رحمته لخلقه وعنايته بهم ، وإرادته لهم الخيرات ، إلىٰ غير ذلك » (١) انتهىٰ.
والتحقيق الأحق بالذكر في تبيين هذا المقام ما حققه الحكماء والعرفاء ، فإنّ الاسم عندهم حقيقة الوجود ملحوظة بتعيّن من التعينات الكماليّة من صفاته تعالىٰ ، أو باعتبار تجلِّ خاص من التجليات الإلهية.
فالوجود الحقيقي مأخوذ بتعيّن كونه ما به الانكشاف لذاته ولغيره اسم « العليم » ،
_____________________________
(١) « مجمع البحرين » ج ١ ، ص ٢٢٤ ـ ٢٢٦.