( اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي الذُنُوبَ الّتي تَحبِسُ الدّعاء )
حبس يحبس ـ من باب « ضرب » ـ حبساً. الحبس : الوقوف والتوقيف ، خلاف الإطلاق والإرسال.
والذنوب التي تحبس الدعوات وتمنعها عن الوصول إلىٰ ذروة إجابة قاضي الحاجات ـ علىٰ ما روي عن سيّد الساجدين زين العابدين عليهالسلام ـ ( هي : سوء النيّة ، وخبث السريرة ، والنفاق مع الإخوان ، وترك التصديق بالإجابة ، وتأخير الصلاة المفروضة حتىٰ تذهب أوقاتها ) (١).
وقال عليهالسلام في الذنوب التي تحبس غيث السماء : ( هي جور الحكّام ، وشهادة الزور ، وكتمان الشهادة ، ومنع الزكاة ، والمعاونة علىٰ الظّلم ، وقساوة القلب علىٰ الفقراء ) (٢).
وبالجملة ، من الذنوب التي تحبس الدعاء : فساد النيّات للأغراض الباطلة المتعلّقة بالاتجاه إلىٰ العاجلة والترك عن الآجلة ، الكاشفة عن الأهوية الفاسدة والعقائد الكاسدة ، كما قال الله تعالىٰ ( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ ) (٣).
فخير الدعوات وقربها من الإجابة هو تطابق لسان الحال مع لسان المقال ، كما قال المولوي :
ما درون را بنگريم وحال را |
|
نى زبان را بنگريم وقال را |
ناظر قبسيم اگر خاشع بود |
|
گر چه كفت لفظ ناخاشع بود |
قال صدر المتألهين قدسسره : « فاعلم أنّه لا دعاء بلسان الاستعداد والحال غير
_____________________________
(١) « معاني الأخبار » ص ٢٧١ ، ح ٢ ، « وسائل الشيعة » ج ١٦ ، ص ٢٨٢ ، أبواب الأمر والنهي ، ب ٤١ ، ح ٨.
(٢) « معاني الأخبار » ص ٢٧١ ، ح ٢ ، « وسائل الشيعة » ج ١٦ ، ص ٢٨٢ ، أبواب الأمر والنهي ، ب ٤١ ، ح ٨.
(٣) « المؤمنون » الآية : ٧١.