أقول : قد ذكر هذا الحديث الشريف صدر المتألّهين قدسسره ، مشروحاً في « شرح الأسماء » ، عند شرح الاسم الشريف : ( يا مَن جعل في السماء بروجاً ) (٦) ، ونقل كلام الفاضل المازندراني الشارح لاُصول الكافي ـ عليه الرحمة ـ وزيّف بعض ما قال في شرح هذا الحديث. فالأولىٰ والأنسب أن ننقل كلامه الشريف ، وما حقّقه وما زيّف من كلام الشارح ، توشيحاً لهذا الشرح ، ولا بأس بالإطالة والإطناب ، إذ المقام مقام التفصيل والفحص في تحقيق أسمائه تعالىٰ جليل جميل.
فقال قدسسره : « قوله عليهالسلام : ( إنّ الله تبارك وتعالىٰ خلق اسماً ... ) ، قال الفاضل المازندراني (٧) الشارح لاُصول الكافي ـ عليه الرحمة ـ : قيل : هو ( الله ) ، وقيل : ـ هو اسم دالّ علىٰ صفات ذاته جميعاً. وكأن هذا القائل وافق الأوّل ؛ لأنّ الاسم الدال علىٰ صفاته جميعاً هو « الله » عند المحقّقين ، ويرد عليهما أنّ « الله » من توابع هذا الاسم المخلوق أولاً ، كما يدلّ عليه هذا الحديث.
ويحتمل أن يراد بهذا الاسم اسم دالّ علىٰ مجرّد ذاته تعالىٰ ، من غير ملاحظة صفة من الصفات معه ، وكأنّه « هو ». ويؤيده ما ذكره بعض المحقّقين من الصوفيّة من أنّ « هو » أشرف أسمائه تعالىٰ ، وأنّ ( يا هو ) أشرف الأذكار ، لأنّ « هو » إشارة إلىٰ ذاته من حيث هو هو ، وغيره من الأسماء يعتبر معه صفات ومفهومات قد تكون حجباً بينه وبين العبد.
وأيضاً إذا قلت : ( هو الله الرحمن الرحيم الغفور الحليم ) ، كان « هو » بمنزلة الذات ، وغيره من الأسماء بمنزلة الصفات ، والذات أشرف من الصفات ، فهو أشرف الأسماء.
ويحتمل أن يراد به : ( العليّ العظيم ) ، لدلالة الحديث الآتي عليه ، حيث قال عليهالسلام : ( فأوّل ما اختار لنفسه : العليّ العظيم ). إلّا إنّ ذكره في أسماء الأركان ينافي هذا
_____________________________
(٥) « الكافي » ج ١ ، ص ١١٢ ، ح ١. |
(٦) « المصباح » للكفعمي ، ص ٣٤٦. |
(٧) « شرح الكافي » للمازندراني ، ج ٣ ، ص ٣٦٩ ـ ٣٧٠.