( وَعَلىٰ ألْسُنٍ نَطَقَتْ بِتَوْحِيدِكَ صادِقةً )
تقييد التوحيد بالصدق لإخراج توحيد أهل النفاق ، الذي هو الإقرار باللسان فقط ؛ إذ من أقسام الكفر كفر النفاق ، وهو خلاف كفر التهوّد ، الذي هو الإنكار في الظاهر ، والإقرار في الباطن.
ثم اعلم أنّ مراتب التوحيد أربعة :
توحيد الذات : وهو أن يرىٰ الموحّد جميع الموجودات ممحوقة ومقهورة في وجود الله تعالىٰ ، بحيث لا يشذّ عن حيطة وجوده وجود.
وتوحيد الصفات : وهو أن يرىٰ الموحّد جميع القُدَر والصفات الكمالية مستهلكة في صفاته ، كما أشعر بالأول : ( لا هو إلّا هو ) وبالثاني ( لا إلٰه إلّا الله ).
وتوحيد الأفعال : وهو أن يرىٰ الموحد جميع الأفعال فانية في فعله تعالىٰ ، كما أشار إليه قوله صلىاللهعليهوآله : ( لا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم ).
توحيد الآثار : وهو أن يرىٰ الموحد كلّ الآثار من الله تعالىٰ ، كما قال الحكماء : لا مؤثر في الوجود إلّا الله.
( وَبِشُكْرِكَ مَادِحةً )
معطوف على التوحيد.
( وَعَلَىٰ قُلُوبٍ اعْتَرَفَتْ بإلِٰهيَّتِكَ مُحَقِّقةً )
أي اعترافاً واضحاً.