ومن آثار أفلاطون الإلهي أنّه قال : « العالم كرة ، والأرض نقطة ، والأفلاك قسي ، والحوادث سهام ، والإنسان هدف ، والرامي هو الله ، فأين المفرّ ؟ ». روي أنه قيل هذه الكلمات في حضور علي عليهالسلام ، قال : ( ففرّوا إلىٰ الله ) (١).
غير از تو پناه و مجدم نيست |
|
هم در تو گريز هم از گريزم |
أقول : استفهام أفلاطون من التابعين ليس من باب الغفلة وعدم الاستشعار بذلك ، كيف وأنه كما ورد في حقه عن النبي صلىاللهعليهوآله : ( كان نبياً جهله قومه ) ، وأنّه صدر حكماء الإشراق جميعاً ؟! بل من باب الامتحان والاستخبار عن مريديه ، ليعلم أنّهم ماذا يقولون في جوابه ؟!
( اللّهُمَّ لَا أَجِدُ لِذُنُوبي غافِراً وَلَا لِقَبائِحي ساتِراً )
أي ولا أجد لأفعالي وصفاتي القبيحة ساتراً.
القبائح : جمع « قبيحة » ، كمدائح : جمع « مديحة ».
روي عن صادق عليهالسلام أنّه قال : ( ما من مؤمن إلّا وله مثال في العرش ، فإذا اشتغل بالركوع والسجود فعل مثاله مثل ذلك ، فعند ذلك تراه الملائكة ، فيصلون عليه ويستغفرون له ، وإذا اشتغل بالمعصية أرخىٰ الله علىٰ مثاله ستراً ، لئلا يطلع عليها الملائكة ) (٢).
ومن أسمائه تعالىٰ ، كما في الدعاء : ( يا من أظهر الجميل وستر القبيح ) (٣).
أقول : ومعنىٰ رؤية الملائكة حسنات المؤمنين وعدم رؤيتهم سيئاتهم ـ كما قيل (٤) ـ أنّهم يرون الأشياء باعتبار جهاتها النورية ، وبعبارة اُخرىٰ : باعتبار وجوهها
_____________________________
(١) انظر « شرح الأسماء » ص ٤١٥. |
(٢) انظر « شرح الأسماء » ص ٢٧٩ ـ ٢٨٠. |
(٣) « المصباح » للكفعمي ، ص ٣٣٧. |
(٤) انظر « شرح الأسماء » ص ٢٨٠. |