إلىٰ الله الحسنة ، لا باعتبار وجوهها إلىٰ أنفسها القبيحة ؛ لاستغراق الملائكة في مشاهدة جمال الله وجلاله.
وروي عن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهماالسلام : أنّه جاء رجل ، وقال : أنا رجل عاص ولا أصبر عن المعصية ، فعظني بموعظة ، فقال عليهالسلام : ( افعل خمسة أشياء وأذنب ما شئت ، فأول ذلك : لا تأكل من رزق الله وأذنب ما شئت ، والثاني : اخرج من ولاية الله وأذنب ما شئت ، والثالث : اطلب موضعاً لا يراك الله وأذنب ما شئت ، والرابع : إذا جاء ملك الموت لقبض روحك فادفعه عن نفسك وأذنب ما شئت ، والخامس : إذا أدخلك مالك في النار فلا تدخل في النار ، وأذنب ما شئت ) (١) انتهىٰ.
( وَلَا لِشَيءٍ مِن عَمَلِيَ القَبِيْحِ بِالحَسَنِ مُبَدِّلاً غَيرَكَ )
القبيح والقبيحة : خلاف الحسن والحسنة ، وهو تعالىٰ مبدّل السيئات بالحسنات.
ومن أسمائه : ( يا مبدّل ) كما يبدّل الأرض غير الأرض ، ويبدّل وجودات الأبدال إلىٰ وجودات أنور وأقهر ، ويبدّل الجماد إلىٰ النبات ، والنبات إلىٰ الحيوان ، والحيوان إلىٰ الإنسان ، ويبدّل الإنسان بالقوّة إلىٰ الإنسان بالفعل ، ويبدّل النطفة إلىٰ العلقة ، والعلقة إلىٰ المضغة ، والمضغة إلىٰ الجنين ، وهكذا.
بالجملة ، هو تعالىٰ مبدّل جميع ما بالقوىٰ إلىٰ الفعليات ، والسيئات إلىٰ الحسنات.
( لَا إلهَ إلّا أنَتَ )
أي لا معبود إلّا أنت ؛ إذ لكلّ موجود نصيب من المعبودية ، من حيث الاحتياج إليه في نظام العالم ، وإن كان معبوديته أيضاً باعتبار وجه الله الذي هو في كلّ شيء.
_____________________________
(١) « بحار الأنوار » ج ٧٥ ، ص ١٢٦ ، ح ٧.