وفي الحقيقة ليس سوىٰ ذاته ووجهه تعالىٰ مألوه ، وموصوف بأنّه محتاج إليه ، كما قال المولوي قدسسره :
هر چه در چشم جهان نکوست |
|
عکس حسن و پرتو احسان او است |
گر بر آن احسان و حسن ايحق شاسن |
|
از تو روزی در وجود آيد سپاس |
در حقيقت آن سپاس او بود |
|
نام اين و آن لباس او بود |
ديدهٔ خواهم که باشد شد شناس |
|
تا شناسه شاه را در هر سپاس |
ومن أسمائه ( يا من لا يعبد إلّا إياه ) (١).
والحال أنّ المعبودات الباطلة كثيرة : من الأصنام والأحجار والأشجار ، والكواكب والنيران ، والصور والطيور ، حتّىٰ الكلاب والقطط ، والدراهم والدنانير ، والنساء والبنات والبنين ، والخيول والبغال والحمير. وبالجملة ، أكثر الأشياء أو جميعها بوجه.
فمعنىٰ هذا الاسم الشريف : أنّه وإن عبد القاصرون والكافرون كلٌّ معبوداً خاصاً ، بزعمهم الباطل واعتقادهم الكاسد الراجل ، ولكن في الحقيقة ما عبدوا إلّا وجهه الكريم ، وفيضه القديم العميم ، الذي أشار إليه في القرآن الحكيم : ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) (٢) ، وما خلا وجهه تعالىٰ داثر زائل وفاسد باطل.
كلّ شيءٍ ما خلا الله باطل |
|
إنّ فضل الله غيم هاطل |
وقال لبيد :
ألَا كل شيءٍ ما خلا الله باطل |
|
وكل نعيم لا محالة زائل (٣) |
ولذا قال الله تعالىٰ : ( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ
_____________________________
(١) « المصباح » للكفعمي ، ص ٣٣٩. |
(٢) « البقرة » الآية : ١١٥. |
(٣) انظر « مجمع البحرين » ج ٣ ، ص ١٤٠.