و ( الذنوب ) التي تصير سبباً لنزول البلاء ـ كما روي عن السجّاد عليهالسلام ـ هي : ترك إغاثة الملهوف ، وترك إعانة المظلوم ، وتضييع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (١).
وفي بعض الأخبار (٢) : أنّها سبع ، وقد عدّوها من الكبائر ، وهي : الشرك بالله ، وقتل النفس التي حرّم الله تعالىٰ ، وقذف المُحصنة ، وأكل مال اليتيم ظلماً ، والزنا ، والفرار من الزحف ، والسّرقة.
( اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الّذنُوبَ الّتي تَقْطَعُ الرَجاء )
( الرجاء ) : يجيء بمعنىٰ التمنّي والترجّي ، وبمعنىٰ : الخوف ، ومن هذا قول الشاعر :
لعمرك ما أرجو إذا مُتُّ مسلماً |
|
علىٰ أيّ جنب كان في الله مصرعي (٣) |
فالرجاء بالمعنىٰ الأوّل قسمان : رجاء ممدوح ، ورجاء مذموم.
فالممدوح : هو رجاء رحمة الله تعالىٰ ، وتوقّعها من العمل الصالح المعد لحصولها ، وترك الانهماك في المعاصي ، المفوّت لهذا الاستعداد.
والرجاء المذموم : الذي هو في الحقيقة حمق وغرارة ، وهي توقّع الرحمة من غير عمل صالح ، وعدم الاجتناب عن المعاصي والخطيئات ، كما قيل :
ايغره برحمت خداوند |
|
در رحمت او كسى چگويد |
هر چند مؤثر است باران |
|
تا دانه نيفكنى نرويد |
قال الله تعالىٰ : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أُولَـٰئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّـهِ ) (٤).
_____________________________
(١) « بحار الأنوار » ج ٧٠ ، ص ٣٧٥. |
(٢) « بحار الأنوار » ج ٧٦ ، ص ٥ ، ٩ ، ١٢. |
(٣) انظر « مجمع البحرين » ج ١ ، ص ١٧٦ ، مادة « رجا ».
(٤) « البقرة » الآية : ٢١٨.