سُئل عن الرحمن ، قال : ( الرحمن هو الذي يرحم ببسطه الرزق علينا ، والرحيم هو العاطف علينا في أدياننا ودنيانا وآخرتنا ، وخفف علينا الدين فجعله سهلاً خفيفاً ، وهو يرحمنا بتمييزنا من أعدائه ) (١).
اعلم أنّ جميع الموجودات مرزوقة من الله تعالىٰ ، كلّ علىٰ حسب ما تقتضيه العناية الإلٰهية ، فرزق العقول الكلّية هو مشاهدة جمال الله تعالىٰ وجلاله ، والالتذاذ بالاستغراق في تجلّياته وإشراقاته.
ورزق النفوس : اكتساب الكمالات ، واقتناء العلوم والصناعات.
ورزق الأملاك : التسبيح والتهليل والتقديس ، إذ رزق كلّ شيء ما به يتقوّم ذلك الشيء.
ورزق الأفلاك : هو حركاتها الدورية ، وتشبّهاتها بالملأ الأعلىٰ الوضعية (٢).
ورزق البدن : ما به نشوؤه وكماله ، علىٰ نسبته اللائقة به.
ورزق الحواس : إدراك المحسوسات ، فرزق الباصرة : المبصرات ، والسامعة : المسموعات ، والذائقة : المذوقات ، والشامّة : المشمومات ، واللامسة : الملموسات.
ورزق البنطاسيا : إدراك جميع المحسوسات الظاهرة والباطنة ، غيرما يدرك بالوهم.
ورزق الخيال : ما يأتيه من الحسّ المشترك ويحفظه.
ورزق المتخيلة : درك الصور الجزئية المجرّدة عن المادّة.
ورزق الواهمة : إدراك المعاني الجزئية.
ورزق العاقلة : إدراك المعاني الكلّية.
_____________________________
(١) « التفسير المسوب إلىٰ الإمام العسكري عليهالسلام » ص ٢٨ ، باختلاف.
(٢) كذا في المخطوط.