الواجبي بالشدّة والضعف.
وكذا في النوع البسيط الذي هو هيولىٰ عالم العناصر علىٰ طريقة المشّائين ، حيث إنّها مخالفة بالنوع لهيولىٰ عالم الأفلاك ، فلا شريك لها من نوعها ، وهي بسيطة ؛ لأنّ جنسها مضمّن في فصلها ، وفصلها مضمّن في جنسها ، وإن كان لها شريك في جنسها ووجودها ، وكان لها أجزاء عقلية ، كما عرفت بأنّها جوهر مستعد ، أو ماهية ووجود.
وتفارق الأحدية عن الواحدية في النقطة ، من حيث انتفاء الأجزاء المقدارية عنها. وكذا في الأعراض من الماهيات التامّة ، من حيث انتفاء الأجزاء الخارجية عنها ، وإن كان لها الأجزاء العقلية. وكذا في الأجناس العالية والفصول الأخيرة من الماهيات الناقصة ، من حيث انتفاء الأجزاء العقلية عنها.
وتفارق الواحدية عن الأحدية في الأجرام الفلكية من الأفلاك الكلّية والجزئية والكواكب السيارة وغيرها ، إذ كلّ منها نوعه منحصر في فرده ، ولا شريك له في نوعه ، وإن كان لها شريك في جنسها ووجودها ، ولو اعتبر النفي بالكلّية كانتا من الصفات المختصة بالله تعالىٰ ؛ لأنّ ما سواه من الموجودات لا يخلو من شيء منها من الشريك في الوجود ، بخلافه تعالىٰ فإنّه لا شريك له في الوجود ، كما لا ثاني له في الموجود.
وما من موجود إلّا وهو زوج تركيبي له ماهية ووجود ، بخلافه تعالىٰ ؛ إذ لا ماهية له ، بل ماهيته إنيّته وتأكّد وجوده ووجوبه.
وأمّا بيان أحديته تعالىٰ وكونه وجوداً صرفاً : لأنّه إن كان ذاته مركّبة من الأجزاء مطلقاً فلا يخلو : إما أن تكون الأجزاء موجودة بوجود واحد ، أو بوجودات متعدّدة.