( قُلتَ مُبتَدِئاً )
في ابتداء الإسلام وأول الدين ، متىٰ نزل الفرقان السماوي ، وتفضّلتَ :
( وَتَطَوَّلْتَ في الإنعامِ مُتَكَرِّماً )
التكرّم : ازدياد الكرم علىٰ البرايا ، فهو تعالىٰ متكرّم ، أي مضعّف إكرامه وإنعامه علىٰ عباده ، ومن فضله وإنعامه أنّه أخبر عباده علىٰ لسان نبيّه وأعلمهم في كتابه الكريم ، وقال :
( أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ )
كيف يتساوىٰ الكفر والإيمان ، والفسوق والعدالة ، والنور والظملة ، والجهل والعلم ، والبصارة والعمىٰ ، والهداية والغواية ؟
( إلٰهي وَسَيِّدِي ، وأسأَلُكَ بالقُدْرَةِ التي قَدَّرْتَها )
الواو عاطفة.
والمراد بالقدرة هنا : إمّا قدرته الفعلية ، أي الوجود المنبسط والفيض المقدّس ، التي قدّرها بالقدرة الذاتية ، وبها قدّر جميع المقدورات وأوجد جميع الموجودات ، وأحيا بها الأشياء ، وبها خلق الموت والحياة ، وبها أخرج الأشياء من العدم والليسية الذاتية إلىٰ الوجود والأيسية.
قد مرّ أنّ القدرة في
الواجب الذاتِ واجبةٌ بالذاتِ وفوقَ الجوهرية ، فضلاً عن العرضية ، وعين ذاته بقولٍ مطلق ؛ إذ لا ماهية له وراء الإنيّة البحتة ، حتّىٰ
يمكن أن يقال : قدرته عين شيئيته ، ووجوده لا عين ماهيته ، وفي فعله تعالىٰ عين فعله
، وفي