تعالىٰ بأبصارهم الحسّية الحيوانية ، كما قال المولوي :
گر بديدي حسّ حيوان شاه را |
|
پس بديدی گاو و خر الله را |
فهذه الأقسام الثلاثة [ ... ] (١) وحكم بها ظاهر الشريعة ، وتسمىٰ بالكفر الجلي.
وأمّا الكفر الخفي فأقسامه كثيرة ، وفيه ورد أحاديث :
منها : قوله صلىاللهعليهوآله : ( إنّ دبيب الشرك في اُمّتي أخفىٰ من دبيب النملة السوداء علىٰ الصخرة الصماء ـ أو الملساء ـ في الليلة الظلماء ) (٢).
ومنها : قوله عليهالسلام : ( من دان الله بالرأي لم يزل دهره في ارتماس ) (٣).
أي لا يزال دهره منغمساً في الضلال والعمىٰ عن الحقّ ، وعُدّ الاستبداد بالرأي والجهل والفسوق من أقسام الكفر الخفي.
وبالجملة ، كلّ ما ستر الحق ولو لحظة عن فؤاد العباد فهو كفر عند أهل السلوك.
والجِنّة : جمع « جِنّ » ، من : جَنَّهُ إذا سَتَرَهُ ، ومنه الجنين في الرحم ، إذ الجنة والأجنة مستورة عن الحواس. ثم إنَّ من الجن كافر ومنهم مؤمن ، وسيأتي تفصيله إن شاء الله تعالىٰ.
( وأنْ تُخَلِّدَ فِيها المُعانِدِينَ ، وَأنْتَ جَلَّ ثناؤُكَ )
أي عظم من أن يصفه الواصفون ، كما قال الشاعر :
إذا أثنىٰ عليك المرء يوماً |
|
كفاه من تعرّضه الثناء |
معناه : أنّه يكفي من تعرّض للثناء التعرّض فقط ، وإلّا لا يمكن لأحد أن يثني لله تعالىٰ حقّ ثناؤه ، بل ثناؤه أجلّ من إحصاء البشر ، كما قال سيد الكائنات : ( لا اُحصي ثناءً عليك ، أنت كما أثنيت علىٰ نفسك ) (٤).
_____________________________
(١) كلمة غير مقروءة في المخلوط. |
(٢) « بحار الأنوار » ج ٦٩ ، ص ٩٣ ، باختلاف يسير. |
(٣) « بحار الأنوار » ج ٢ ، ص ٢٩٩ ، ح ٢٤. |
(٤) « مصباح الشريعة » ص ٥٦. |