الرحيم ، الملك ، القدّوس ، الخالق ، البارئ ، المصوّر ... » إلىٰ تمام ثلاثمائة وستّين اسماً ، كما في المجمع (١).
وفيه أيضاً قال الشيخ أبو علي قدسسره : « ( وَلِلَّـهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ) التي هي أحسن الأسماء ؛ لأنّها تتضمن معاني حسنة ، بعضها يرجع إلىٰ صفات ذاته ، كالعالم والقادر والحيّ والإله ، وبعضها يرجع إلىٰ صفات فعله ، كالخالق والرازق والبارئ والمصوّر ، وبعضها يفيد التمجيد والتقديس ، كالقدّوس والغنيّ والواحد » (٢) انتهىٰ.
وعن الصادق عليهالسلام : ( إنّ الله تعالىٰ خلق اسماً بالحروف غير متصوّت ، وباللفظ غير مُنَطق ، وبالشخص غير مجسّد ، وبالتشبيه غير موصوف ، وباللون غير مصبوغ ، منفيّ عنه الأقطار ، مبعّد عنه الحدود ، محجوب عنه حسّ كلّ متوهّم ، مستتر غير مستور ، فجعله كلمة تامّة علىٰ أربعة أجزاء معاً ، ليس شيء منها قبل الآخر ، فأظهر منها ثلاثة أسماء لفاقة الخلق إليها ، وحجب منها واحداً ، وهو الاسم المكنون المخزون ، فهذه الأسماء التي ظهرت ، فالظاهر هو الله تبارك وتعالىٰ ، وسخّر لكلّ اسم من هذه الأسماء أربعة أركان ، فذلك اثنا عشر ركناً ، ثم خلق لكلّ ركن منها ثلاثين اسماً فعلاً منسوباً إليها ، فهو الرحمن ، الرحيم ، الملك ، القدّوس ، الخالق ، البارئ ، المصوّر ، الحيّ القيّوم لا تأخذه سنة ولا نومٌ ، العليم ، الخبير ، السميع ، البصير ، الحكيم ، العزيز ، الجبّار ، المتكبّر ، العلي ، العظيم ، المقتدر ، القادر ، السّلام ، المؤمن ، المهيمن ، البارئ ، المنشئ ، البديع ، الرفيع ، الجليل ، الكريم ، الرّزاق (٣) ، المُحيي ، المميت ، الباعثُ ، الوارث.
فهذه الأسماء وما كان من الأسماء الحسنىٰ ، حتّىٰ تتم ثلاثمائة وستّون اسماً ، فهي نسبة لهذه الأسماء الثلاثة ، وهذه الأسماء الثلاثة أركان ، وحجب الاسم الواحد المكنون المخزون بهذه الأسماء الثلاثة ، وذلك قول الله تعالىٰ : ( قُلِ ادْعُوا اللَّـهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَـٰنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ) (٤) ) (٥).
_____________________________
(١) « مجمع البيان » ج ٤ ، ص ٦٢٢. |
(٢) انظر « مجمع البيان » ج ٤ ، ص ٦٢٢ ، باختلاف. |
(٣) في المصدر : الرازق. |
(٤) « الإسراء » الآية : ١١٠. |