وصرفوا همّهم في سوق الشهوات ونيل اللذات العاجلة كيفما اتّفق ، وكم من آية مرّت عليهم في الدنيا وهم عنها معرضون !
وبعضهم يحشرون علىٰ صور الذؤبان والحضاجر (١) ، اُولئك الذين كانوا في الدنيا حسدين علىٰ ما أنعم الله به عباده من المال والكمال والجمال والعزّة والجلال ، ولازالوا حاسدين وتمكنوا فيه ، فماتوا علىٰ مَلَكته ، وكم من نذير جاءهم فيها وهم عنه غافلون !
وبعضهم يحشرون علیٰ صورة الدببة والخنازير.
اُؤلئك الذين كانوا في الدنيا حريصين علیٰ ادّخار الزخارف ، ومولعين في كثرة الأكل والشرب ، وما زالوا واقفين علیٰ تلك الصفة الخبيثة ، حتّیٰ تمكنوا فيه وصارت مَلَكتهم ، وكم من ناصح نصحهم تركه وهم عنهم نافرون !
وبعضهم يحشرون علیٰ صور القردة ، اُؤلئك الذين كانت طباعهم مجبولة علیٰ تقليد العباد ، أفعالهم وأقوالهم وحركاتهم وسكناتهم ، وقصروا هممهم علیٰ إراءة صفات أهل الله بأقبح وجه وأسوأ حال ، ومازالوا عاكفين عليها وماتوا علیٰ مَلَكتها ، وكم من شفيع زاجر منعهم عن تلك الصفات الخسيسة وهم عنهم سائمون !
وبعضهم يحشرون علىٰ صور الاُسود والفهود والكلاب والنمور ، اُولئك الذين شيمتهم في الدنيا سَوق الغضب علىٰ الخلائق ، وديدنهم القهر ومزق الأعراض وهتك العصم بلا حجة شرعية ، ومازالوا تورّطوا فيها حتّىٰ صارت مَلَكتهم ، وكم من شفيق مكرم نصحهم تركها فما سمعوا ، وماتوا وهم كافرون !
وهكذا بعضهم علىٰ صور النمل ، وبعضهم علىٰ صور العقارب والزنابير والحيّات ، وقِسْ عليها ما لم يُذكر.
هذا علىٰ طريقة الإمامية الاثني عشرية الحقّة ، ومذهب حكماء الإسلام ، بل
_____________________________
(١) كذا في المخطوط.