عين اللاشيئية كما أنّه ليس مقدوراً كذلك ليس معلوماً ، كيف والمعدوم المطلق لا [ يخبر ] (١) عنه ، ومن حيث وجوده في نشأة الأذهان عالية كانت أو سافلة كما هو معلوم كذلك هو مقدور.
فإن قيل : علمه تعالىٰ يتعلّق بذاته ، وذاته معلومة له تعالىٰ بخلاف قدرته ، فكيف الاتحاد للعلم والقدرة ؟
قلنا : تعلّق العلم والعالِمية بذاته تعالىٰ ـ كما قالوا ـ معناه : أنّ ذاته عين العلم ، لا أنّ ذاته شيء وعلمه بذاته شيء آخر ، فكذلك تعلّق القدرة والقادرية معناه أنّه عين القدرة ، فالمساواة والاتحاد محقّقة بين مفهومي العلم والقدرة من حيث المصداق والوجود ، وكلامنا ليس في اتحاد مفهومي المعلوم والمقدور. فثبت أنّ كلّ ما هو معلوم لله تعالىٰ بلغت إليه قدرته.
ثمّ إنّه ليت شعري بأيّ لسان أصف محاسن العلم ومحامده ، وفي أي بيان أذكر شرافته وإنافته : العلم نعم القائد في طريق المشاهدة ، ونعم الدليل في سبيل العيان ، ولذا قال صلىاللهعليهوآله : ( اطلبوا العلم من المهد إلىٰ اللّحد ) (٢) ، وقال : ( اطلبوا العلم ولو بالصّين ) (٣) ، وقال : ( طلب العلم فريضة علىٰ كل مسلم ومسلمة ).
العلم ثم العلم حبّذا رصد |
|
فلتطلبوا من مهدكم إلىٰ اللحد |
ولتبتغوا ولو بسفك المهج |
|
ولتفحصوا ولو بخوض اللجج |
وحق علم لهو التوحيد |
|
وحقّ قبلة هو المجيد |
قال المولوي :
خاتم ملك سليمان است علم |
|
جمله عالم صورت جان است علم |
_____________________________
(١) في المخطوط « خبر ».
(٢) « عوالي اللآلي » ج ٤ ، ص ٧٠ ، ح ٣٧ ؛ « بحار الأنوار » ج ١ ، ص ١٧٧.
(٣) « عوالي اللآلي » ج ٤ ، ص ٧٠ ، ح ٣٦ ؛ « بحار الأنوار » ج ١ ، ص ١٧٧.