والمراد بـ ( سبحات وجهه ) تعالىٰ : إشراقاته وأنواره ، كما في القاموس ، قال : « سُبحات وجه الله : إشراقاته » (١). وهي الأنوار القاهرة التي إنّا متكافئة من الطبقة العرضية ، وإما مترتّبة من الطبقة الطولية.
والحجب التي بينها وبين عباده : المنشآت والمخترعات والمكوّنات ، ونوريّتها بالنسبة إلیٰ جهاتها الربانية ، وظلمتها بالنسبة إلیٰ جهاتها النفسية.
وإطلاق عدد السبعين عليها إشارة إلىٰ كثرتها ، كما أطلق علىٰ الأيام الربوبية تارةً ( أَلْفَ سَنَةٍ ) (٢) وتارةً ( خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) (٣) إشارةً إلىٰ سعة تلك الأيام وطولها.
ويمكن أن يراد بالسُبحات الأنوار الذاتيّة ، فحينئذٍ الحجب تكون أنواره الفعلية بجملتها ونوريتها وظلمتها ، علىٰ قياس ما مرّ.
وقوله : ( أضاء ) من الإضاءة ، وهو هنا لازم ، وفاعله قوله : ( كلّ شيء ) إذ باب الأفعال قد يجيء لازماً. واللام في قوله : ( له ) للتعليل ، والضمير راجع إلىٰ النور المضاف إلىٰ الوجه.
ويحتمل أن يكون متعدّياً ، وفاعله ضمير مستتر راجع إلىٰ مرجع ضمير الخطاب ، وهو الله تعالىٰ ، من باب الانصراف من الخطاب إلىٰ الغيبة ، والجملة الصلة مشتملة علىٰ ضمير عائد إلىٰ الموصول ، وهو الهاء في ( له ) ، وحينئذٍ قوله : ( كلّ شيء ) كان مفعولاً به ، ولكن الأوّل أقوام.
و ( أضاء ) بمعنىٰ : استضاء.
_____________________________
(١) « القاموس المحيط » ج ١ ، ص ٤٦٠ ، مادة « سبح » ، وفيه : « أنواره » ، بدل : « إشراقاته ».
(٢) « البقرة » الآية : ٩٦. |
(٣) « المعارج » الآية : ٤. |