بار ديگر بايد هم مرد از بشر |
|
تا بر آدم از عهد يك بال وپر |
بار ديگر از ملك قربان شوم |
|
آنچه اندر وهم نايد آن شوم |
بار ديگر بايدم حبن نرجو |
|
کل شيء هالك الا وجه هو |
پس عدم کرم عدم چون ازغنون |
|
گويدم کلنا إليه راجعون |
والذي لا يبلغ الأوهام دركه هو العقل ، ولذا قال : « آنچه اندر وهم نايد آن شوم ».
والبيت الآخر إشارة إلىٰ الفناء التام في الحضرة الواحدية ، وهو قرّة عين العارفين.
أو نقول : هو تعالىٰ أو السلسلة الطولية النزولية ، ومبدأ المبادئ : ( كان الله ولم يكن معه شيء ) (١) ، وآخر السلسلة الطولية الصعودية ، وغاية الغايات ( أَلَا إِلَى اللَّـهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ) (٢) ( إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ) (٣). هذا ما عندي لأوّليته تعالىٰ وآخريته طولاً.
وأمّا عرضاً ، فتقول : هو تعالىٰ أوّل الأنبياء والمرسلين ، وما خلق من نوع الآدميين في الأدوار والأكوار ؛ إذ العلّة واجدة لكمال المعلول ، وهؤلاء معاليل الله تعالىٰ ، فهو أوّل الأولين وآخر الآخرين ؛ لأنّ إليه تعالىٰ تنتهي سلسلة الأنبياء والأولياء والكمّلين ، عليهم سلام الله أجمعين.
ثم لمّا سأل السائل عن الله تعالىٰ ، ووصف طائفة من أسمائه الحسنىٰ وصفاته العليا ، استشعر بجماله وجلاله ، وتحيّر في عظمته تعالىٰ وكماله ، فبهر في عقله والتفت إلىٰ ذنوبه وآثامه ، فارتعش من خوفه تعالىٰ فرائصه وعظامه ، فرفع يديه ملحّاً وفزعاً إليه ، فقال مستغفراً منه تعالىٰ :
_____________________________
(١) « جامع الأسرار » ص ٥٦. |
(٢) « الشورىٰ » الآية : ٥٣. |
(٣) « البقرة » الآية : ١٥٦.