( وَاُسْرِعَ إلَيْكَ فِي المُبادِرِينَ )
السرعة : نقيض البطء ، يقال : عجبت من سرعة فلان ، أي من عجلته ، وفلان أسرعَ في السير : أي خفَّ.
المبادرة : المسابقة ، كقوله تعالىٰ : ( وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا ) (١).
والمبادرين : المسابقين في العلم والعمل ، وهم الذين سبقت من الله فيهم الحسنىٰ ، قال الله تعالىٰ : ( وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ ) (٢).
( وَأشْتاقَ إلىٰ قُرْبِكَ فِي المُشْتاقِينَ )
أي حتىٰ أشتاق.
الاشتياق : منازعة النفس إلىٰ الشيء.
والفرق بين الشوق والعشق : أن الشوق وجدان وفقدان ، بخلاف العشق ، فإنه تأكد ميل النفس إلىٰ الشيء المحبوب.
وعن الغزالي : معنىٰ كون الشيء محبوباً هو ميل النفس إليه ، فإن قوي الميل سُمّي عشقاً.
وقال جالينوس : العشق من فعل النفس ، وهي كامنة في الدماغ والقلب والكبد ، فالسائل المشتاق إلىٰ الله تعالىٰ حصل له من القرب شيء ، ويطلب أشياء اُخر لم تحصل له بعد.
( وَأدْنُو مِنْكَ دُنُوَّ المُخْلِصِينَ )
أي أقرب منك نوع قرب المخلصين.
المخلص ـ بكسر اللام ـ : من أخلص لله في العلم والعمل والمحبة والعشق ،
_____________________________
(١) « النساء » الآية : ٦. |
(٢) « آل عمران » الآية : ١٣٣. |