والأشاعرة قالوا بصدور الصغيرة عنهم سهواً لا عمداً. وغيرها من أباطيلهم التي ما لاقت بالذكر.
فالمذهب الذي هو أحقّ وأليق بالذكر ما ذهب إليه الإمامية ، من وجوب العصمة في الأنبياء والأوصياء والملائكة مطلقاً ، وفي تمام عمرهم ، سواء كان في الاعتقاديات ، أو في التبليغ ، أو في الفتوىٰ ، أو في الأحوال والأفعال ، صغائر كانت الذنوب أم كبائر ، ولا يجوز السهو والنسيان عليهم عليهمالسلام.
وأمّا السادس ـ أي الدليل عليها ـ فكما قالوا من أنَّ صحة الوجوب علىٰ الله كالوجوب من الله ، وقد تقرر عند المحقّقين من أهل الكلام (١) أنّ اللطف علىٰ الله واجب ، ومن هنا وجب علىٰ الله بعث النبي ونصب الإمام. قالوا : لا شكَّ أنَّ العصمة علىٰ الوجه المذكور أدخل وأمدّ في اللطف ، ولهذا يجب تنزّههم عن العيوب والنقائص الخُلقية كالخَلقية ، فلا يجوز علىٰ الحكيم الإخلال به.
وعن علي بن الحسين عليهماالسلام : ( الإمام منّا لا يكون إلّا معصوماً ، وليست العصمة في ظاهر الخلقة فتعرف ). قيل : فما معنىٰ المعصوم ؟ قال عليهالسلام : ( المعتصم بحبل الله ، وحبل الله هو القرآن ، فلا يفترقان إلىٰ يوم القيامة ) (٢).
ثمّ المراد بالعصمة في قول السائل معناها اللغوي ، وهو زجر العقل ومنع النفس من الوقوع في المعصية.
و ( الذنوب التي تهتك العصم ) ـ علىٰ ما روي (٣) عن الصّادق عليهالسلام ـ هي : شرب الخمر واللعب والقمار ، وفعل ما يضحك الناس من المزاح واللهو ، وذكر عيوب الناس ، ومجالسة أهل الريب. فليتجنب عن جميعها ؛ لئلا يهتك العصمة.
( اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ ﭐلذُّنُوبَ ﭐلَّتي تُنْزِلُ ﭐلْنِّقَمَ )
_____________________________
(١) « قواعد المرام » ص ١١٨ ؛ « إرشاد الطالبين » ص ٢٧٧.
(٢) « بحار الأنوار » ج ٢٥ ، ص ١٩٤ ، ح ٥. |
(٣) « بحار الأنوار » ج ٧٠ ، ص ٣٧٥. |